مبارك ما له وما عليه

محمد حسني السيد مبارك وشهرته حسني مبارك ولد في 4مايو 1924 الرئيس الرابع لجمهورية مصر العربية من 14أكتوبر 1981 .أنهى مرحلة التعليم الثانوي بمدرسة المساعي الثانوية بشبين الكوم، ثم التحق بالكلية الحربية، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية فبراير1949، وتخرج برتبة ملازم ثان. والتحق ضابطا بسلاح المشاة، باللواء الثاني الميكانيكي لمدة 3 شهور، وأعلنت كلية الطيران عن قبول دفعة جديدة بها، من خريجي الكلية الحربية، فتقدم حسني مبارك للالتحاق بالكلية الجوية، واجتاز الاختبارات مع أحد عشر ضابطاً قبلتهم الكلية، وتخرج في الكلية الجوية، حيث حصل على بكالوريوس علوم الطيران من الكلية الجوية في 12 مارس 1950. وفي عام 1964 تلقي دراسات عليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالأتحاد السوفيتى .تدرج في الوظائف العسكرية فور تخرجه، حيث عين بالقوات الجوية في العريش، في 13 مارس 1950، ثم نقل إلى مطار حلوان عام 1951 للتدريب على المقاتلات، واستمر به حتى بداية عام 1953، ثم نقل إلى كلية الطيران ليعمل مدرسا بها، فمساعدا لأركان حرب الكلية، ثم أركان حرب الكلية، وقائد سرب في نفس الوقت، حتى عام 1959. تم أسره مع رفقة ضباط مصريين بعد نزولهم اضطراريا في المغرب على متن مروحية خلال حرب الرمل التي نشبت بين المغرب والجزائر .

عُين مديرا للكلية الجوية في نوفمبر 1967م رقي لرتبة العميد في 22 يونيه 1969، وقاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973، اختاره محمد أنور السادات نائباً لرئيس الجمهورية، وفي 14 أكتوبر 1981 تولى محمد حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية، بعدما تم الاستفتاء عليه بعد ترشيح مجلس الشعب له في استفتاء شعبي.

ان المتأمل فى السيرة الذاتية الرسمية الخاصة بحسنى مبارك و التى اصدرتها هيئة الاستعلامات حجبت بشكل يثير الريبة و الشك معا أى معلومات عن طفولته و شبابه و كأنه لم يعش هاتين الفترتين من حياتة. و الحقيقة ان اغفال ذكر هذا الجزء الهام من السيرة الذاتية لمبارك انما قصد به اخفاء أمور يخجل هو و أفراد عائلته من ذكرها و نشرها لانها تتعلق بجانب و ان كان هام الا انه شائن من حياته يلقى الضوء على تكون و تطور شخصيته و ميوله و توجهاته التى هى فى نهاية الأمر أثرت على حياة و مقدرات كل فرد من أبناء شعب مصر و ربما شعوب المنطقة بأسرها .
ثانيا: ايجابيات وسلبيات فترة حكمه

ان مبارك شأنه شأن كافة البشر يخطئ ويصيب ولنتعرف معا على ايجابيات وسلبيات حسنى مبارك حتى يكون حكمنا عليه موضوعيا . أما عن ايجابياته فنجملها فيما يلى :
- انشاء المشروع الحضارى الضخم – مترو الأنفاق .
- إنشاء كوبرى 6 أكتوبر والطريق الدائرى .
- انشاء العديد من الطرق الممهدة والتى سهلت عملية النقل والمواصلات .
- الأهتمام بالتكنولوجيا لمواكبة تطورات عصر الأنترنت والعولمة .
ولكن هناك تعليق بسيط على ذلك : ان مصر لم تخض أى حروب على مدار عقود طويلة . ونعرف كم تتكبد هذه الحروب وتكلف خزانة الدولة الكثير فعندما نقارن ماتم انجازه بالفعل وجملة ما تم توفيره من ميزانيات الحروب نجد أنه لا شيئ .وهذا يفرض علينا أن نتحدث فى سلبيات تلك الفترة من حكم مبارك ونعرضها للمناقشة دون تحيز :

- الشللية وسيطرة رجال الأعمال على الحكم ( زواج السلطة والمال ) من وزارات رجال الأعمال .
- تحول الدولة الى دولة بوليسية وشغلهم الشاغل حماية الرئيس وعائلته والنظام الفاسد .

- عدم حصول المواطن على أبسط حقوقه وشعوره بالغربة داخل وطنه بالأضافة الى تزوير ارادة الشعب وحرمانه من الديمقراطية الت طالما تشدق بها النظام وانى هنا أسجل كرهى لكلمة ( الشفافية ) التى خلت من مضمونها وبقت مجرد كلمة ينطق بها الكبير والصغيرالوزير والخفير .
- قانون الطوارئ ... حدث ولا حرج فكم من حريات انتهكت باسم ذلك القانون وكم من حرمات استبيحت .
ما فائدته ؟

- سوء الاحوال الصحيه وتدنى مستوى الخدمات الطبية وانتشار أمراض مثل الفشل الكلوى والألتهاب الكبدى الوبائى وغيرها وكأن الدولة تتأمر على راحة وسلامة مواطنيها .
ولكن هل مبارك وحده المسئول عن ذلك بكل حيادية أقول نعم الى حد كبير فلماذا لم نر مثل هذه الممارسات الجائرة فى بداية حكم مبارك لقد كان مسيطرا على كل مقاليد الأمور ولم يحدث ما حدث الا نتيجة تراخيه وتسليمه السلطة الى ولى العهد ليلهوا كما يحلو له هو ومجموعة من خاصته أطلق لهم العنان ليعيثوا فى الأرض فسادا . وكأن النكات التى طالما سمعناها وسخرنا منها عن مبارك وعائلته كانت صحيحة فمن بينها مثلا أنه دخل أحدهم مقهى وكانت هناك صورة لمبارك وسأل لمن هذه الصورة فرد صبى القهوجى بأنها صورة والد شريك المعلم صاحب المقهى .
ثالثا: عاقبته - الخلاصة والعبر المستفادة

في 25 يناير 2011 بدأت موجة من التظاهرات بلغت أوجها في يوم الثلاثاء 1 فبراير حيث قُدّر عدد المشاركين فيها بثمانية ملايين شخص في أنحاء مصر، وواجه النظام المصري هذه التظاهرات بعنف أدى إلى مصرع المئات، خاصّة في مدينة السويس، تطورت التظاهرات إلى أن تم سحب قوات الشرطة والأمن المركزي من الشوارع المصرية، في اليوم الرابع الجمعة 28 ينايرتم إنزال قوات الجيش إلى داخل المدن وأعلنت قيادة الجيش أنها لن تتعرض للمتظاهرين، ألقى مبارك خطبتين خلال الأحداث، أعلن في الأولى عن مجموعة من القرارات وصفها بإصلاحات، وقال في الثانية أنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة في الانتخابات التالية، مؤكدا على أنه لن يتنحى، بدأت بعدها مباشرة مظاهرات تهتف بشعارات مؤيدة لمبارك وإشتبكت مع المعتصمين المطالبين بإسقاط حكم مبارك في عدّة مناطق أهمها ميدان التحرير في وسط القاهرة في غياب تدخل الجيش.
بحلول يوم الجمعة 4 فبراير لم يعد ظهور المؤيدين لمبارك والذين وصف المعتدون منهم بالبلطجية بارزا، وتوضّح ان من بينهم أعضاء في أجهزة الأمن التابعة لنظام مبارك، بالإضافة إلى مجموعات "إرتزقت" أو حرّكت ضد المتظاهرين لأجل سقوط مبارك. ومنذ ساعات الصباح تجمّع ما قدر بمئات الآلاف في أنحاء مصر في مظاهرات لأجل سقوط مبارك وإنضم إليهم شخصيات بارزة.
في 10 فبراير 2011 تم تفويض نائبه عمر سليمان في بيان ألقاه للشعب لكن البيان لم يلق أي استحسان وعلى إثره اشتدت التظاهرات ونزل الملايين إلى الشوارع مطالبين برحيله، وبعد مماطلة لثمانية عشر يوماً تنحى الرئيس تحت ضغوط ثوار 25 يناير في يوم 11 فبراير 2011، وسلم الحكم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية. تدفق الملايين حينها إلى شوارع القاهرة وبقية المدن العربية احتفالاً برحيله، خاصةً في ميدان التحرير.
وهناك دروسا مستفادة من ذلك من أهمها : أنه لا بديل عن الديمقراطية الحقيقية بعيدا عن الشعارات الجوفاء وانه بالعدل وبالعدل فقط يمكن حكم الشعوب . وضرورة مصارحة الشعب بحقيقة الأمور وألا يكون هناك نوع من فرض الرأى و صرف أنظار الناس الى توافه الأمور أو افتعال أزمات مثل اثارة الفتنة الطائفية أو تضخييم أحداث بعينها لأثارة الرعب والزعر بين المواطنين الأبرياء والبسطاء مثل انفلونزا الطيور ثم أعقبها أخرى للخنازير .

رابعا: الخلاصة والتعليق

ان المطالع لسيرة مبارك وأمثاله من حكام العرب ينتهى به الأمر الى حقيقة لا ينكرها الا غافل أو متغافل وأخشى أن يخوننى التعبير اذا قلت أن معظم الشعوب العربية مشاركة فى الأثم الذى اقترفه حكامهم فيهم وذلك بتخاذلهم وتكاسلهم وخنوعهم الى الظلم كما لو كانوا تعودوا عليه وألفوه .

ان فكرة تأليه الحاكم لا توجد للأسف الا فى دولنا العربية . نعم ان ديننا يأمرنا بألا نخرج على الحاكم ولكن أى حاكم هذا . انه الحاكم العادل الذى يحكم بشرع الله ولا يظلم أحد مهما اختلف معه فى الرأى أو الفكر أو العقيدة .

وخلاصة الامرأنه لو صلحت بطانة الحاكم لصلح حال الأمة مهما كان هذا الحاكم ظالما ولو فسدت هذه البطانة لفسد حال الامة مهما كان الحاكم صالحا ولنا فى قصة مبارك ورفقائه فى الأثم من حكام العرب العبرة والعظة ولما لا وقد ضربوا لنا أخس الامثلة وأحقرها فى كيف تصنع الشعوب ديكتاتورا ثم تخاف منه . انها طبيعة البشر فالأنسان بطبعه يصنع الخوف ثم يخاف منه .

حاولت أن أعرض الموضوع بحيادية ولكنى أعترف بفشلى فى ذلك . ربما السبب فى هذا هو كثرة الاطراف المشاركة فى هذا الأمر ,ان الامور تطورت الى درجة أنه من الصعوبة بتكهن النتائج والعواقب.

لكى الله يا مصر.....
والله معنا يهدينا.......
اللهم نجنا من الفتن....
ولكن هل استوعبنا الدرس وفطنا العبر ؟

» "خطايا نظام مبارك والثورة" بالمناهج في الفصل الدراسي الثاني
» لاندبندنت: ثوار مصر يعودون للتظاهر .. والعسكري " وحشي " اكثر من مبارك